سفن شحن بانتظار إجراءات الحدود خارج ميناء سولينا، في رومانيا المصدر: بلومبرغ

ترفض جميع مصافي النفط الهندية الآن تلقي شحنات الخام الروسي المحمولة على متن ناقلات شركة "سوفكومفلوت" (Sovcomflot) بسبب العقوبات الأميركية، ما يزيد من تعقيدات التجارة التي ازدهرت منذ غزو أوكرانيا قبل عامين.

توقفت شركات معالجة النفط الخاصة والحكومية بما في ذلك أكبرها -مؤسسة النفط الهندية- عن قبول الشحنات إذا كانت محملة على ناقلات سوفكومفلوت، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لخصوصية المعلومات.

وأضاف هؤلاء الأشخاص أن المصافي الهندية تدقق في ملكية كل سفينة للتأكد من أنها ليست تابعة للشركة الروسية أو غيرها من المجموعات الخاضعة للعقوبات.

العقوبات الأميركية
يأتي هذا التراجع واسع النطاق في أعقاب خطوة مماثلة قامت بها "ريلايانس إندستريز"، أكبر مصفاة نفط خاصة في الهند، وأُعلن عنها في وقت سابق من هذا الأسبوع. ويبدو أن تشديد التدقيق على الناقلة العملاقة قد طال أيضاً سفناً أخرى تحمل نفطاً روسياً، حيث تنتظر سفينتان منذ عدة أسابيع قبالة ساحل جنوب آسيا دون أي إشارة إلى موعد تفريغهما.

لم ترد "مؤسسة النفط الهندية" على رسائل البريد الإلكتروني التي تطلب التعليق، وكذلك كل من شركات "بهارات بتروليوم" و"هندوستان بتروليوم" و"مانغالور ريفاينري أند بتروكيميكالز" (Mangalore Refinery and Petrochemicals) و"نايارا إنرجي" (Nayara Energy) المملوكة بنسبة 49% لشركة "روسنفت" الروسية.

اقرأ أيضاً: البحرية الهندية تستعيد سفينة "أم في روين" وتحرر طاقمها من القراصنة

كما رفضت "سوفكومفلوت" التعليق على أنشطتها التشغيلية.

في الشهر الماضي، ضم مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، شركة "سوفكومفلوت" إلى قائمة العقوبات، وحدد 14 ناقلة نفط خام تمتلك الشركة التابعة للدولة حصصاً فيها. جاء هذا الإجراء بالإضافة إلى إجراءات أوسع فُرضت بالفعل على السفن غير التابعة لـ"سوفكومفلوت" والشركات المقربة من روسيا منذ أكتوبر بسبب انتهاكات الحد الأقصى لسعر الخام الروسي الذي فرضته مجموعة الدول السبع.

تراجع ملحوظ
كانت الهند مشترياً رئيسياً للنفط الروسي منذ غزو أوكرانيا، لكن تشديد العقوبات الأميركية عطل التجارة ودفع المصافي إلى الحصول على خام أغلى ثمناً من دول أخرى مثل الولايات المتحدة. وقالت "سوفكومفلوت" هذا الأسبوع إن العقوبات تشكل ضغطاً على عملياتها.

أشار الأشخاص إلى أن أزمة "سوفكومفلوت" تعني أن هناك عدداً أقل من الناقلات المتاحة لتسليم الخام الروسي، ما أدى إلى تراجع الخصم على سعر النفط في البلاد للتعويض عن ارتفاع تكاليف الشحن.

ارتفعت الخصومات على الإمدادات المماثلة إلى 30 دولاراً للبرميل بعد الحرب، لكنها تراجعت لتبلغ نحو 2 إلى 4 دولارات للمشترين الهنود. ولا يزال متوقعاً أن تشتري الدولة الواقعة في جنوب آسيا كميات كبيرة من الخام الروسي هذا الشهر، حيث تقدّر "كبلر" الواردات بنحو 1.8 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى تسجله منذ يوليو.

ومنذ بداية شهر مارس الجاري، نقلت سفن "سوفكومفلوت" على متنها نحو 1.5 مليون برميل من خام الأورال، انخفاضاً من 4.4 مليون برميل في يناير و4.7 مليون برميل في فبراير، وفقاً لبيانات الشحن التي جمعتها "بلومبرغ". لم تظهر بعض السفن وجهاتها بعد، لذلك قد يرتفع الرقم النهائي عن ذلك.

المصدر: الشرق

 

اقرأ أيضاً

 العدد 90 من مجلة ربان السفينة

(Mar./April 2024)

 

أخبار ذات صلة